المركز الإعلامي - المقالات

الاتصال التنموى الفعال

بقلم : جمال مبارك 

    الاتصال هو وقود التفاعل الإنساني، فهو العملية التي بموجبها تنتقل الأفكار والمعلومات والمشاعر والخبرات بين الناس ، وقد أصبح نجاح الإنسان في الحياة مرهون بقدرته على التواصل مع الآخرين ، فنحن نتبادل معهم كميات ونوعيات ضخمة من البيانات والمعلومات، بداية من السؤال عن الأحوال إلى تبادل المشاعر ونقل الأفكار، واستعراض الأخبار وتناقل وجهات النظر، فالفرد يمضي يومه متحدثاً أو مستمعاً، أو قارئاً ، لذا فهو منغمساً ومُحاصراً في كل مكان أو زمان بنشاط اتصالي ما .

     إذن فالاتصالات هي الجسر الذي يصل الإنسان بالآخرين، لذا لابد لنا من إتقان أساسيات ومهارات الاتصال الفعال حتى نستطيع تحقيق أهدافنا وتحسين علاقاتنا بمحيطنا الاجتماعي ، وإذا انتقلنا إلى منظمات المجتمع سنجد أن التواصل هو قلب كل منظمة، فكل ما يتم إنجازه في مكان العمل ينتج عن التواصل ، فالقراءة الجيدة والكتابة والتحدث ومهارات الاستماع والعرض وإدارة الوقت والاجتماعات والتفاوض جميعها مهارات ضرورية لنجاح المنظمة وتحقيق أهدافها. لذا فإن نجاح الإدارة يتوقف إلى حدٍ كبير على فاعلية الاتصال داخلها ، فالاتصالات هي مفتاح الإدارة الرشيدة الفاعلة. وسنجد أن أكثر المنظمات هي التي تُدرك أهمية الاتصال على جميع المستويات والاتجاهات ، فقد أصبح الاتصال الفعال ضرورة حتمية للمدير حتى ينجز مهامه الوظيفية بكفاءة ، فلكي يخطط بشكل سليم، يجب أن تتوافر لديه القدرة على توصيل رؤيته بشكل سليم إلى العاملين، ولكي ينظم جيداً يجب أن يشجع انسياب الاتصال من أعلى إلى أسفل وبالعكس، بجانب الاتصال على نفس المستوى الإداري، ولكي يقود بنجاح يجب أن يوجه العاملين إلى الأهداف المطلوبة، ولكي يراقب بفاعلية يجب أن يتواصل مع المرؤوسين ليتابع التقدم في الأداء مؤكداً على تحقيق الأهداف ويتدخل بالتصحيح اللازم ، علاوة على أن الاتصال هو أساس عملية صنع القرار وحل المشكلات، وإقامة علاقات وطيدة مع الجماهير المستهدفة وأصحاب المصالح.

 وفي الختام نؤكد علي أن عملية الأتصال ليست بالعمليات المعقدة التي تستنذف طاقات الافراد او المجموعات او المنظمات انما هي عملية  مستمرة ومتجددة وهي عملية طبيعية فطرية خلقنا الله بها ونمارسها كأفراد بمستويات مختلفة تبدأ من التواصل الشخصي واكتشاف ذاتنا مرورا بالتواصل مع الاسرة والمحيطين بنا داخل المجتمع حتي نستطيع تكوين علاقات شخصية ومعارف ورصيد اجتماعي قوي وداعم لنا هذا علي المستوي الشخصي او الفردي & اما علي مستوي المنظمات والمؤسسات وخاصة التي تعمل في مجال التنمية والعمل الأهلي او الخيري فالاتصال الفعال هو أحد أهم عوامل نجاح تلك المنظمات والمؤسسات لانه ببساطة يساعد في انتشار وتواجد المنظمات واستمرار خدماتها وأنشتطها داخل المجتمع المحيط بها ، بل ويساعدها أيضا في ان تكون أدوات جذب لتمويل الانشطة والبرامج والخدمات سواء من أفراد داخل المجتمع أو مؤسسات وذلك بناءا علي ثقة المجتمع والصورة الذهنية للمنظمة التي يرسم ملامحها ويحددها التواصل التنموى الفعال للمنظمة وأعضائها مع المجتمع المحيط سواء الافراد او المؤسسات الحكومية او المؤسسات والمنظمات الأهلية .