التحول الرقمي للمنظمات الأهلية "تحديات وحلول"
بقلم: محمود أبو الخير
مدير إدارة شراكات المجتمع المدني - مؤسسة مصر الخير
مع تطور التقنية والاعتماد المتزايد على الحلول الرقمية، أصبحت المنظمات الأهلية بحاجة ماسة إلى تبني التحول الرقمي لتعزيز فعاليتها وتحقيق أهدافها بشكل أكثر كفاءة. التحول الرقمي لا يقتصر فقط على استخدام الأجهزة الإلكترونية أو إنشاء مواقع ويب، بل يمتد ليشمل إعادة تصميم العمليات الإدارية والتشغيلية، وتعزيز التواصل مع المستفيدين، وتحسين جمع البيانات وتحليلها. يعتبر التحول الرقمي ضرورة ملحة للمنظمات الأهلية التي تسعى إلى البقاء والتنافس في عالم سريع التغير.
وتواجه المنظمات الأهلية في العصر الرقمي العديد من التحديات التي تعرقل تحقيق أهدافها وخدمة مجتمعاتها بفعالية. من أبرز هذه التحديات هي التحديات الرقمية للمنظمات الأهلية، والتي تتلخص في عدة عوامل منها:
التمويل المحدود... حيث يعد التمويل المحدود أحد أبرز التحديات التي تواجه المنظمات الأهلية في مسار التحول الرقمي. قد تتطلب البنية التحتية الرقمية والاستثمارات في التقنية الحديثة موارد مالية كبيرة، وهو ما قد يكون خارج متناول العديد من المنظمات الأهلية التي تعتمد على التبرعات والمنح غير المستقرة.
أما التحدي الثاني فيدور حول نقص المهارات التقنية، حيث تعاني الكثير من المنظمات الأهلية من نقص في الكفاءات التقنية بين موظفيها والمتطوعين. هذا النقص يؤثر سلب على القدرة على تنفيذ المشاريع الرقمية بكفاءة أو حتى الاستفادة الكاملة من الأدوات التكنولوجية المتاحة. يمكن أن يعيق هذا النقص في المهارات تنفيذ الأنظمة الرقمية الجديدة أو التكيف مع التحديثات المستمرة في التقنية.
بينما يشير التحدي الثالث إلى الأمان الرقمي، حيث تواجه المنظمات الأهلية مخاطر كبيرة تتعلق بالأمان الرقمي، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية وسرقة البيانات. غالبا ما تكون هذه المنظمات هدفا سهلا للهجمات نظرا لافتقارها إلى الإجراءات الأمنية المتقدمة والموارد الكافية لحماية بياناتها.
أما التحدي الرابع فيركز على إدارة البيانات، حيث تمثل إدارة البيانات تحديا جوهريا، حيث تتعامل المنظمات الأهلية مع كميات كبيرة من البيانات المتعلقة بالمستفيدين والمانحين والمشاريع، وقد يؤدي عدم وجود نظام فعال لإدارة هذه البيانات إلى سوء التنظيم وفقدان المعلومات الحيوية التي تحتاجها المنظمة لاتخاذ قراراتها.
ومن هنا يجب أن نتوقف عند جزئية مهمة ألا وهي كيفية التعامل مع التحديات الرقمية، وقد توصل المتخصصون في هذا المجال إلى أنه لكي يتم التغلب على كافة هذه التحديات لا بد من تحقيق عدد من الأمور المهمة والتي تتلخص في:
الأمر الأول البحث عن التمويل المخصص للتكنولوجيا، حيث يمكن للمنظمات الأهلية البحث عن منح وتمويلات مخصصة لمشاريع التحول الرقمي العديد من الجهات المانحة تدرك أهمية التكنولوجيا في تعزيز كفاءة المنظمات الأهلية وتخصص أموالا لدعم هذا الجانب.
بينما يركز الأمر الثاني على على الشراكات والتعاون فالتعاون مع الشركات التكنولوجية والمؤسسات التعليمية يمكن أن يوفر الدعم الفني والتدريب للمنظمات الأهلية. هذه الشراكات يمكن أن تسهم في بناء القدرات الرقمية للمنظمات وتزويدها بالموارد والخبرات اللازمة.
أما الأمر الثالث على على التدريب وبناء القدرات، فالاستثمار في تدريب الموظفين على على استخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة يعد أمرا ضروريا. يمكن للمنظمات تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية لرفع مستوى المهارات التقنية للفريق.
بينما يعمل الأمر على على تعزيز الأمان الرقمي، على على المنظمات الأهلية تبني استراتيجيات قوية للأمان الرقمي، بما في ذلك استخدام برامج الحماية وتدريب على على الممارسات على على الإنترنت. تطبيق إجراءات الحماية يمكن أن يساعد في حماية البيانات الحساسة من الهجمات الإلكترونية.
بينما يركز الأمر على على تحسين نظم إدارة البيانات، فتبني نظم فعالة لإدارة البيانات مثل نظم إدارة علاقات المانحين (CRM) ونظم إدارة المشاريع يمكن أن يساعد في تحسين جمع البيانات وتحليلها، مما يسهل اتخاذ قرارات فعالة ويعزز من كفاءة العمليات.
وفي الختام، يمثل التحول الرقمي فرصة كبيرة للمنظمات الأهلية لتعزيز فعاليتها وتحقيق أهدافها بطرق أكثر كفاءة وابتكار. إلا أن تحقيق هذا التحول يتطلب مواجهة التحديات الرقمية -بجدية- واستثمار الموارد اللازمة لبناء قدرات تقنية قوية ومستدامة...