المركز الإعلامي - المقالات

المهارات القيادية والاتصال التنظيمي الأساس لنجاح المؤسسات

    كتب : علاء رشوان

مسؤول تطوير آداء الجمعيات الأهلية

القيادة هي عامل حاسم لتحقيق النجاح والتميز في أي مؤسسة أو فريق عمل. فالقادة الفعالين يستطيعون توجيه وتحفيز الموظفين، وتحقيق الأهداف المشتركة، وتطوير المهارات الفردية والجماعية. بفضل قادتهم، يتحول الفريق إلى وحدة متكاملة تعمل بكفاءة وتحقق النتائج المرجوة والقيادة هي العقل والقلب النابض لكل المنظمات، والحديث عن القيادة قديم قدم التاريخ حيث تعددت مفاهيم القيادة بتعدد الاتجاهات والأطر النظرية عبر مراحل تطورها، فالبعض اتجه إلى تعريفها على أنها مجموعة من الصفات الشخصية، وآخرين اعتبروا أن القيادة ولاية وسلطة رسمية، بينما تركز الدراسات الحديثة على أن القيادة سلوك وتفاعل وتأثير على الآخرين

وتقوم مؤسسات المجتمع المدني على العمل الجماعي والتطوعي، للحفاظ على المكتسبات وترسيخ القيم المشتركة، فهي مجموعة من التنظيمات التطوعية الحرة، التي تشكل النسيج المجتمعي وتملأ المجال العام، لتحقيق المصالح الفردية والجماعية، ملتزمة بمعايير التراضي والاحترام والإدارة السلسة للتنوع والاختلاف.

حيث تتميز هذه المنظمات بالقدرة على التكيف في مواجهة التغيرات، والمحافظة على الاستقلالية المالية والتنظيمية، بالإضافة إلى حماية التجانس والاستقرار الداخلي بتسيير العملية الاتصالية بكل كفاءة، في ظل وجود مجموعة من الشبكات الاتصالية، والتي يتمكن من خلالها القائمون على توزيع المعلومات ونشرها وفق الاحتياجات، حتى لا تتحول إلى معوقات تعطل التفاعلات بين مختلف أجزاء التنظيم.

ويعتبر الاتصال التنظيمي في مؤسسات المجتمع المدني بصفة خاصة أساس نشاطها وديناميكيتها، فقرارات المنظمة وأهدافها وتوجهاتها وخططها تتعلق بعملية الاتصال، الذي يعمل على جمع مختلف الآراء ونقل وتوضيح كل ما يتعلق بنشاطها وتنظيم عملها، كما أن نتائج النظريات الكلاسيكية والحديثة في المؤسسة، تعبر على مدى أهمية الاتصال الداخلي وعلاقته بنجاح أو فشل أي منظمة.

فالاتصال يستمد أهميته من كونه أداة أساسية لصناعة اللحمة والانسجام في المنظمة، سواء كانت اجتماعية، سياسية أو نقابية… فدور الاتصال هنا يعتبر كمحرك للمنظمة، فهو يقوم على تثمين العلاقة الايجابية بين الفاعلين الرئيسيين في المنظمات، وهذا لتحقيق التعاون المتبادل والترابط بينها وبين أعضاء المبني على أساس الثقة.

تعمل الفئات القيادية في منظمات المجتمع المدني على تفعيل الاتصال التنظيمي، للتعبير عن المشاعر الوجدانية بين الأفراد وتحفيزهم للعمل كفريق عمل منسجم، بمشاركة المعلومات في كل الاتجاهات، وتحقيق التنسيق بين الأفعال والتصرفات، لتسهيل عملية اتخاذ القرار وحل المشكلات.