دور الجمعيات الأهلية فى النهوض بالدولة المصرية
بقلم: ياسر بدرى منذ إعلان دستور 2014 و أصبح الحديث حول دور منظمات المجتمع المدنى فى النهوض بالتنمية فى مصر أمراً أساسياً و باتت هذه المنظمات و التى منها الجمعيات الأهلية من أهم الركائز التى تراهن عليها الدولة المصرية فى تحقيق تلك التنمية لما لها من تواصل مع مختلف فئات المجتمع . حيث تعمل المنظمات الفاعلة منها على مساندة الدولة و تكمله دورها فى النهوض بالمجتمع . و نظرا لأهمية تلك الجمعيات الأهلية فقد خصها دستور 2014 بمادة خاصة بها و هى المادة ( 75 ) و التى تنص على : ( للمواطنين حق تكوين الجمعيات و المؤسسات الأهلية على أساس ديمقراطى ، و تكون لها الشخصية الإعتبارية بمجرد الإخطار ، و تمارس نشاطها بحرية و لا يجوز للجهات الإدارية التدخل فى شئونها أو حلها أو حل مجالس إداراتها أو مجالس أمنائها إلا بحكم قضائى ، و يحظر إنشاء أو استمرار جمعيات أو مؤسسات أهلية يكون نظامها أو نشاطها سرياً أو ذو طابع عسكرى أو شبه عسكرى ، و ذلك كله على النحو الذى ينظمه القانون ) . و نظرا لأهمية الدور الذى من الممكن أن تقوم به الجمعيات الأهلية كأحد أضلع مثلث التنمية ( القطاع الحكومي - القطاع الأهلي - القطاع الخاص ) فقد اطلق السيد عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على عام 2022 عاما للمجتمع المدني ، و من هذا المنطلق فإن على الجمعيات الأهلية دورا كبيرا تستطيع من خلاله مشاركة منظمات الدولة جنبا إلى جنب فى عملية التنمية و قبل أن أذكر المجالات التى تستطيع الجمعيات الأهلية أن تساهم فى تحقيق التنمية المستدامة للدولة المصرية أخص حديثى هنا عن الجمعيات الفاعلة فقط و التى لها نشاط ملموس فى مجتمعاتها .و من خلال خبرتى المتواضعة فى مجال العمل الأهلى و التنموى و التى تصل إلى خمسة عشر عاما أستطيع أن أقول على سبيل المثال و ليس الحصر أن الجمعيات الأهلية تستطيع أن تنهض بالمجتمع من خلال المجالات الأتية : فى مجال الصحة : تستطيع الجمعيات بالتعاون مع وزارة الصحة اقامة العديد من ندوات التوعية كإجراء استباقى للتصدى للعديد من الأمراض مثل المشاركة فى حملة التطعيمات و التوعية ضد أنفلونزا الطيور و غيرها من الأمراض، فدور الجمعية هنا هو توفير الفئة المستهدفة من المواطنين و على وزارة الصحة ممثلة فى إدارة التوعية توفير الأطباء المتخصصين لإلقاء الندوات، و بالنسبة لحملات التطعيم من الممكن مشاركة الجمعيات عن طريق متطوعين من عندها مع وزارة الصحة فى تنفيذ هذه الحملات، و كذلك التنسيق مع وزارة الصحة فى تنفيذ القوافل الطبية للتخصصات المختلفة، كما تستطيع الجمعيات التى بها مستوصفات أو مراكز طبية أن تتعاون مع وزارة الصحة بأن تستضيف هذه الجمعيات عدد من الأطباء من وزارة الصحة فى تخصصات مختلفة و تعتبر هذه خلق فرص عمل للأطباء خاصة من فئة الشباب و تخفيف الضغط على المستشفيات الحكومية على تتحمل الوزارة مرتبات هؤلاء الأطباء. فى مجال التدريب و التأهيل : يوجد بعض الجمعيات التى بها ورش فى مختلف المجالات ( طباعة – نجارة – رسم على الزجاج – مشغل خياطة - ...... ) فمن الممكن التعاون مع إدارة التدريب المهنى بحيث تقوم الجمعية بتوفير الفئة المستهدفة من الشباب الذين يريدون تعلم الحرفة بالإضافة للورشة الموجودة أصلا فى الجمعية بما فيها من آلات ، و تقوم هذه الإدارة بتوفير المدربين الأكفاء و منح المتدرب شهادة معتمدة بعد نهاية التدريب تمكنه من العمل بعد ذلك. فى مجال التعليم تستطيع الجمعيات الأهلية التى لديها فصول للتقوية أن تساهم فى الحد من ظاهرة الدروس الخصوصية ، و التعامل مع الأطفال الذين لديهم بعض صعوبات التعلم بأجور رمزية، كما أن للجمعيات الأهلية دورا بارزا فى الحد من ظاهرة الأمية و ذلك عن طريق التعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار . بحيث تقوم الهيئة بإعداد متطوعين من الجمعية و تدريبهم تدريبا مناسبا حتى يكونوا مدرسين و تقوم الهيئة بصرف رواتب لهم و تقوم الجمعية بتوفير المكان ( الفصول ) بالإضافة للفئة المستهدفة من الأميين، كما للجمعيا و المؤسسات الأهلية دورا هاما و بارزا فى التعليم المجتمعي و إنشاء مدارس التعليم المجتمعي لاسيما فى القرى و النجوع التى لا يوجد بها مدارس. فى مجال الرياضة : يوجد بعض الجمعيات التى بها أندية اجتماعية و ثقافية فمن الممكن أن يتم التعاون بينها و بين وزارة الشباب و الرياضة فى دعم هذه الجمعيات بالمدربين الأكفاء فى عدد من الألعاب، وفتح أبواب مراكز الشباب أمام شباب الجمعيات الأهلية و المترددين عليها لممارسة الرياضة. فى مجال التوعية : تستطيع الجمعيات الأهلية تنفيذ ندوات توعية فى الكثير من المجالات مثلما فعل البعض منها على سبيل المثال ( التوعية بالدستور – التوعية بقانون مجلس النواب – المواطنة ) و ذلك بغرض حث المواطنين على المشاركة فى كافة الإنتخابات عن فهم و وعى لكى يستطيعوا من خلال هذه التوعية حسن اختيار من يمثلهم، و ينطق هذا ايضا على التوعية بوجه عام مثل التوعية بأضرار البناء على الأراضى الزراعية – الأرتفاع المبالغ فيه فى المبانى - و القضايا المجتمعية المختلفة. فى مجال البيئة : تنفيذ ندوات توعية للمواطنين فى المحافظة على البيئة عن طريق القاء المخلفات فى الصناديق المخصصة لها و عدم رميها فى الشوارع حتى لا تنتشر الأمراض، و التنسيق مع شركات تجميع القمامة بضرورة توفير صناديق كافية فى الشوارع و أن يتم ربطها بوتد حتى لا يتم سرقتها، يوجد عدد من الجمعيات التى تهتم بالبيئة و التشجير و بالتالى تستطيع هذه الجمعيات المشاركة فى عمليات التشجير. فى مجال المواصلات : يجب على الجمعيات الأهلية المشاركة فى توعية المواطنين بالمحافظة على المواصلات العامة جميعها ( القطار – الترام – الأتوبيسات - مترو ) و عدم العبث بها للمحافظة عليها. فى مجال الصرف الصحى : تستطيع الجمعيات الأهلية بالتعاون مع شركة الصرف الصحى ( إدارة التوعية ) أن تقوم بتنفيذ حملات توعية للمواطنين موضحة لهم عدم القاء مخلفات الأطعمة و غيرها فى الأحواض و المراحيض و التى تعمل على انسداد فى بالوعات الصرف مما يسبب طفح لمياة الصرف فى الشوارع و بالتالى انتشار الأمراض. فى مجال الكهرباء : تنفيذ حملات توعية حول كيفية ترشيد استهلاك الكهرباء خاصة و أننا على مشارف دخول فصل الصيف، فعلى كل الجمعيات استخدام اللمبات الموفرة و ترشيد الإستهلاك حتى يكونوا أسوة و قدوة للعاملين بها . مخاطبة شركة الكهرباء بأن تقوم بالإهتمام بأن تكون أعمدة أنارة الشوارع بالطاقة الشمسية لتخفيف الأحمال على الشبكة الرئيسة. فى مجال الأمن العام : ضرورة بناء جسر من التواصل بين الجمعيات الأهلية و الداخلية حيث أن الجمعيات الأهلية مال عام، و إبلاغ الجمعيات عن أى فرد أو مجموعة تقوم بأى أعمال تخريبية تضر البلاد أو تبيع المخدرات و على الجهة الأمنية سرعة الإستجابة. فى مجال حماية المستهلك : تفعيل التواصل بين الجمعيات الأهلية و بين جهاز حماية المستهلك و ذلك بالإبلاغ عن أى جهة تقوم بإستغلال المواطنين و الإبلاغ عن الورش الغير مرخصة و حث المواطنين على الاتصال برقم تليفون ( 19588 ) الخاص بجهاز حماية المستهلك و على رقم ( 19468 ) الخاص بمباحث التموين. فى مجال حماية الطفولة : يوجد عدد من الجمعيات تقوم بتوفير الخدمات للأطفال و بها بعض الأنشطة المعنية بحماية الأطفال مثل ( خط نجدة الطفل 16000 –دور إيواء أطفال الشوارع – دور رعاية الأطفال الأيتام و مجهولى النسب– و غيرها من الأنشطة التى تعمل على نجدة و حماية الأطفال المعرضون للخطر . لذلك يجب على الحكومة المصرية التنسيق مع تلك الجمعيات فى تحقيق المصلحة الفضلى لهؤلاء الأطفال مثل مساعدة تلك الجمعيات فى استخراج الأوراق الثبوتية الخاصة بهؤلاء الأيتام و مجهولى النسب ، و توفير الدعم المالى المناسب للإنفاق على هؤلاء الأطفال تحت رعاية الجهات الحكومية المعنية . وعقد دورات تدريبية تنشيطة للعاملين فى مجال رعاية الطفولة فى هذه الجمعيات. و فى مجال التكافل الإجتماعي : فللجمعيات و المؤسسات الأهلية دورا كبيرا و بارزا و ملموسا فى هذا المجال و تعد مبادرة حياة كريمة باكورة التعاون بين القطاع الحكومى و الأهلى و الخاص أكبر دليل على دور الجمعيات البارز فى هذا المجال. أخيرا و ليس آخرا ما تم ذكره هو جزء من كل فالقطاع الأهلي لديه الكثير الذى يستطيع أن يقدمه للنهوض ببلدنا الحبيبة مصر و لذلك أطلق على عام 2022 عاما للمجتمع المدني.